الرصد

 
أي نهج يجب علينا اتخاذه لجعل مكاننا في العالم ذا معنى؟ ما هو نموذج الكون الذي ينبغي أن نقيم بيئتنا من خلاله، ما هو المنظور الذي يجب أن ننطلق منه أثناء تفكيرنا وكيف ينبغي أن ننظم حياتنا؟ باحثا عن إجابات لكل هذه الأسئلة، درس البشر الكون إلى الحد الأخير الذي وصلت إليه عيونهم وإمكانياتهم.

 قام علماء الرياضيات والفلكيون والفلاسفة الطبيعيون في العالم الاسلامي بمراكمة المعرفة التي توصلت إليها الحضارات البابلية والهندية واليونان القديمة ومصر حول هذا الموضوع، وأجروا دراسات أصلية بشأنها. لقد قام عباقرة من أمثال عبد الرحمن الصوفي والبيروني والبتاني وأولوغ بك وعلي القوشجوي وتقي الدين الراصد بتقييم المعارف القديمة المتوفرة بين أيديهم وتصحيحها من خلال الرصد والمراقبة والملاحظات التي جمعوها. لقد مكنتهم أدوات الرصد والمراقبة التي اخترعوها والمراصد التي أنشأوها من القيام باكتشافات جديدة وتوسيع المعارف القديمة من خلال التفسيرات والحسابات المبتكرة التي قاموا بها. ولأول مرة في التاريخ، بدأ الرصد والمراقبة العلمية في هذه الفترة، وظهرت الأمثلة الأولى للمراصد الحديثة في الجغرافيا الإسلامية.
 
 
1 / 4