الاكتشاف

منذ عشرات الآلاف من السنين اهتم الجنس البشري بمتابعة الأجرام السماوية، وطور الإنسان العديد من معتقداته وإيمانه حول تلك الأجرام والنجوم والكواكب، كما استطاع الاستفادة منها في حساب الفصول والمواسم المختلفة وتحديد الاتجاهات الجغرافية ومعرفة الطرق، لقد نسبوا لهذه الأجرام العديد من المعاني والمفاهيم، وأطلقوا عليها الأسماء المختلفة تبعا لهذه المعاني والمفاهيم، وقد شكل ذلك كله الأساس الذي قام عليه علم الفلك في العصر الحديث. لقد كان مكان الإنسان في الكون، وحركة الأجرام السماوية وحدود الكون دوما موضوعا مثيرا للاهتمام بالنسبة للإنسانية. وكنتيجة للمناهج الفلسفية والعلمية تم قبول نموذج الكون المتمركز حول الأرض لعدة قرون. لقد كان العديد من العلماء يعتقدون بعدم مركزية الأرض في الكون وحاولوا إثبات ذلك بين الحين والآخر، إلا أن ذلك بقي هامشيا إلى أن جاء كوبر نيكوس الذي غير هذه النظرة بشكل جذري.

بحسب الاعتقاد الذي كان سائدا في نموذج الكون المتمركز حول الأرض، تدور الأجرام السماوية حول الأرض على التوالي القمر، عطارد، الزهرة، الشمس، المريخ، المشتري ثم زحل

الخليفة العباسي أبو جعفر عبد الله المأمون المولود في العام 786 ميلادية، كان هو نفسه رجلا مفكرا ويعتبر من مجتمع العلماء في عصره، لقد ترأس المناظرات والمناقشات العلمية التي كانت تعقد في قصره بشكل مستمر. لقد أسس الخليفة المأمون في البداية مكتبة في قصره لترجمة مختلف أنواع الكتب والآثار العلمية من اللغات اليونانية والسريانية والسنسكريتية والفارسية وغيرها، واستخدم العلماء من مختلف حقول المعرفة في ذلك. لقد شكلت هذه المكتبة نواة وبداية بيت الحكمة التي كانت نقطة تحول في تاريخ العلوم الإسلامية وساهمت في تطوير الفلسفة ومختلف فروع العلوم الأخرى. لقد كانت مؤلفات فلاسفة الطبيعة من أمثال أفلاطون، أرسطوطاليس، أبقراط، جالينوس، أوكليد وبطليموس من أهم الأعمال التي تم ترجمتها في تلك الفترة. 

تصوير مدرسة بغداد الذي ورد في كتاب مقامات الحريري، والذي تم تجسيده في معرضنا بنفس الشكل ليعكس صورة بيت الحكمة التي تم تأسيسها في بغداد.

نموذج: تصوير مدرسة بغداد

الحريري “المقامات” مكتبة فرنسا الوطنية